قال الإمام الغزالي في تعريف الخلق إنه: " هيئة في النفس راسخة، عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر، من غير حاجة إلى فكر وروية" والأخلاق الحميدة تأخذ صورا عديدة وسلوكيات متنوعة جاءت يبعضها نصوص قرآنية ووردت أخرى في السنة النبوية، مثل: بر الوالدين، وصلة الرحم، والأخوة، والرحمة، والبذل، والرفق، وغيرها. وإذا ما تأملنا قيمة هذه الأخلاق الكريمة في ديننا الحنيف فإننا سنجد أن الرسالة المحمدية قد أعطت للخلق الحسن قيمة كبيرة، حيث مجدت صاحب الخلق الحسن تمجيدا، وذمت ذا الخلق السيئ ذما.
فعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء" سنن الترمذي.
وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس" مسند الإمام أحمد: 1/415.إن التخلق بالخلق الحسن والتجمل بكريم الآداب ومحاسن الأخلاق في التعامل مع سائر خلق الله، يجعل العبد المؤمن ينال من الدرجة والمنزلة ما لا يناله بغيره من الأعمال والعبادات، ويساعد على حياة القلب. ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام 122.